تؤكد خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية أن مدينة العين مقدمة على طفرة عمرانية غير مسبوقة. وسوف ينعكس ذلك على حجم ونوعية المنشآت اللازمة لاستيعاب هذه الخطط الطموحة والذي يتطلب بدوره أخذ كافة الإجراءات التي تضمن سلامة الأفراد والمنشآت. يأتي على رأس هذه الإجراءات التعرف على طبيعة الأرض في مدينة العين وتحديد مناطق التكهف والأفلاج التي قد تشكل خطورة بالغة على المنشآت في المستقبل. إن معرفة خصائص الطبقة السطحية لمختلف المناطق بالمدينة يعتبر مدخلاً أساسياً لضمان نجاح عمليات التصميم، ومن ثم تجنب الآثار السلبية على سلامة الإنسان والمنشآت والبيئة عند الاستخدام والتشغيل.
المعروف عن الطبيعة الجيولوجية لمدينة العين وضواحيها وجود تكهفات مختلفة الأحجام في الطبقة السطحية في المنطقة، ومن الملاحظات الموقعية والتاريخية وجود شبكة من التكهفات والأفلاج أدت في بعض الأحيان إلى أضرار مادية وإن لم تسجل، ولله الحمد، أية أضرار بشرية حتى الآن. وآخر مثال على ذلك هو موقع مسجد الشيخة سلامة، إضافة إلى بعض الشواهد مثل هبوط أو تشقق بعض الطرق في المدينة.
بالإضافة إلى سلامة الأفراد والمنشآت، فإن وجود التكهفات، حتى وإن كانت بأحجام صغيرة، قد يكون له آثار سلبية مباشرة على البيئة. فعلى سبيل المثال، يؤدي وجود مثل هذه التكهفات إلى هبوط في طبقات الأرض مما ينتج عنه ضعف الطبقة التأسيسية المقام على وجه التحديد عليها شبكات الطرق والصرف الصحي، ومن ثم حدوث انهيارات بها. وفى حالة شبكات الصرف الصحي فإن هذه الانهيارات والشروخ تؤدى إلى تسرب مكونات الصرف الصحي وامتزاجها بالمياه الجوفية.
استناداً إلى ما تقدم فقد أخذت بلدية مدينة العين المبادرة وأقرت القيام بدراسة جيوفيزيائية تغطي مشاريع مدينة العين وضواحيها لضمان استدامة هذه المشاريع، وعليه أصدر سعادة مدير عام بلدية العين قرار رقم 364/3 لسنة 2009م يقضي بضرورة القيام بالدراسات الجيوفيزيائية وذلك كأحد شروط استخراج رخصة البناء للمشاريع. حيث بدأت بلدية مدينة الع ن بالبحث عن جدوى تطبيق الدراسات الجيوفيزيائية منذ سنة 2006 م.خلال الفترة 2006-2009 قامت البلدية بعدد من الممارسات لقياس فاعلية مثل هذه الدراسات لفحص طبقات التربة تحت المشاريع المنفذة في مدينة العين لضمان استدامة هذه المشاريع.
ونظراً لأهمية تطبيق الدراسة الجيوفيزيائية قبل البدء في المشاريع أصدر رئيس دائرة الشؤون البلدية القرار الاداري رقم (222) لسنة 2014 والذي يقضي بإلزامية تطبيق الدراسة الجيوفيزيائية في إمارة أبوظبي قبل البدء في تنفيذ أي مشروع للتأكد من سلامة التربة وملائمتها للأغراض والاستعمالات المنشودة .
هناك العديد من الطرق الجيوفزيائية التي تساعد على معرفة وفهم الطبيعة الجيولوجية تحت سطح الأرض التي سيقام عليها المشروع، والتي تساعد المهندسين الإنشائيين على تصميم القواعد المناسبة للمباني المنفذة في المشاريع. وعلى سبيل المثال قامت بلدية مدينة العين بتنفيذ الدراسة الجيوفيزيائية في مشروع مسجد الشيخة سلامة في وسط مدينة العين عام 2007 والتي قدمت نظرة شاملة على التجاويف الموجودة تحت مبنى المسجد، والتي سببت العديد من التصدعات في المبنى القديم للمسجد.
الهدف الرئيسي من تطبيق الدراسة الجيوفيزيائية في مدينة العين هو تحديد أماكن وجود التجاويف والتكهفات والأفلاج في مدينة العين وما حولها ودراسة التربة لجميع المشاريع الجارية والمستقبلية، بالإضافة إلى بناء قاعدة بيانات لبلدية مدينة العين عن الطبيعة الجيولوجية لمدينة العين وضواحيها حتى عمق 30 متر حسب ارتفاع ونوع المشاريع المنفذة.